لا شيء يمكن أن يحول بين المرء ودموعه، عندما يتغنى شاعر -أي شاعر- بحنان الأم، وعطفها وقلبها المتدفق نقاء ورقة، ولا شيء يمكن أن يحيل القسوة إلى «غنوة» تفجر العيون دمعا على وجنات الرجال، إلا أن يكون وراء تلك القسوة أب يخفي نهر حب عذبا، بهكذا معادلة، صاغ كريم العراقي بضعة أبيات كانت من أروع ما قيل عن الأب.
تغنى كثير من الشعراء بالأم، لكن أشهرهم الشاعر المصري حسين السيد، الذي نظم بعفوية ودون إعداد مسبق رائعة «ست الحبايب» حين لم يجد ما يقدمه لوالدته في «عيد الأم»، فكانت أجمل هدية تتوارثها الأجيال في تلك المناسبة الرائعة منذ نصف قرن، ولا تزال تلك القصيدة في الصدارة، على الرغم من المحاولات المتكررة في الكتابة عن الأم، وحتى ما نظمه الشاعر كريم العراقي بعنوان «أمي يا أم الوفا» وشدا بها سعدون جابر، حازت كثيرا من النجاح، بيد أنها لم تقترب من «ست الحبايب»، لكن من المفارقات الجميلة أن «أم الوفا» كانت وقودا لقصيدتين رائعتين نظمهما كريم لـ«الأب»، الشخصية العظيمة التي دائما ما تضيع وتتوارى خلف حنان الأم ورقتها، رغم الجهود الكبيرة والجليلة التي يقدمها ذلك الإنسان لأبنائه وحرصه على توفير حياة كريمة لهم مهما كانت صعوبة المهمة.
طبع الأب الذكوري وقسوة الحياة التي يعيشها من أجل إيجاد ظروف ملائمة لصغاره، قد تسلبه كثيرا من الطرق والوسائل التي يعبر بها عن حبه لأبنائه، رغم أنه نهر حب ودفء يجري في أروقة الأسرة دون أن يشعر به أحد، إلا حين يفقدونه، وهو ما عاشه كريم العراقي حين كان يتغنى بوالدته «أم الوفا»، دون أن يلتفت لوالده، الذي عتب عليه تجاهله له، وعدم ذكره في أي قصيدة من روائعه الكثيرة، عندها تنبه كريم لما كان غافلا عنه، بعد أن فوجئ بوالده الرهيب العصبي، ينتظر أن يسمع قصيدة تتغنى به، فكان أن كتب قصيدتين، الأولى «تحية طيبة يا والدي الطيب .. الله يطول عمرك يا غالي يا حبيب» وغناها كاظم الساهر، والأخرى هي الأبلغ والأروع جسد خلالها الشخصية التقليدية للأب العربي القاسي والصارم في تربية أبنائه.. استخدم فيها كلمات جعلت كل شاب عربي يقرأها يعتقد أنها كتبت في والده، إذ قال فيها:
رحم الله أبي
آه كم اشتاق أيام أبي..
ذلك الرجل الرهيب العصبي.. العصبي
إنه أورثني الحزن ولكن مدني
بالعزم والعزة والصبر الأبي
فحملت العبء طفلا ودموعي لعبي
وبكي حين رآني ناجحا
ورضى عينيه أطفا تعبي
إنما كان أبي قاسيا فعلا
ويخفي نهر حب عذبِ
قلبه قلب صبي.. صبره صبر نبي
رحم الله أبي.. رحم الله أبي.
تغنى كثير من الشعراء بالأم، لكن أشهرهم الشاعر المصري حسين السيد، الذي نظم بعفوية ودون إعداد مسبق رائعة «ست الحبايب» حين لم يجد ما يقدمه لوالدته في «عيد الأم»، فكانت أجمل هدية تتوارثها الأجيال في تلك المناسبة الرائعة منذ نصف قرن، ولا تزال تلك القصيدة في الصدارة، على الرغم من المحاولات المتكررة في الكتابة عن الأم، وحتى ما نظمه الشاعر كريم العراقي بعنوان «أمي يا أم الوفا» وشدا بها سعدون جابر، حازت كثيرا من النجاح، بيد أنها لم تقترب من «ست الحبايب»، لكن من المفارقات الجميلة أن «أم الوفا» كانت وقودا لقصيدتين رائعتين نظمهما كريم لـ«الأب»، الشخصية العظيمة التي دائما ما تضيع وتتوارى خلف حنان الأم ورقتها، رغم الجهود الكبيرة والجليلة التي يقدمها ذلك الإنسان لأبنائه وحرصه على توفير حياة كريمة لهم مهما كانت صعوبة المهمة.
طبع الأب الذكوري وقسوة الحياة التي يعيشها من أجل إيجاد ظروف ملائمة لصغاره، قد تسلبه كثيرا من الطرق والوسائل التي يعبر بها عن حبه لأبنائه، رغم أنه نهر حب ودفء يجري في أروقة الأسرة دون أن يشعر به أحد، إلا حين يفقدونه، وهو ما عاشه كريم العراقي حين كان يتغنى بوالدته «أم الوفا»، دون أن يلتفت لوالده، الذي عتب عليه تجاهله له، وعدم ذكره في أي قصيدة من روائعه الكثيرة، عندها تنبه كريم لما كان غافلا عنه، بعد أن فوجئ بوالده الرهيب العصبي، ينتظر أن يسمع قصيدة تتغنى به، فكان أن كتب قصيدتين، الأولى «تحية طيبة يا والدي الطيب .. الله يطول عمرك يا غالي يا حبيب» وغناها كاظم الساهر، والأخرى هي الأبلغ والأروع جسد خلالها الشخصية التقليدية للأب العربي القاسي والصارم في تربية أبنائه.. استخدم فيها كلمات جعلت كل شاب عربي يقرأها يعتقد أنها كتبت في والده، إذ قال فيها:
رحم الله أبي
آه كم اشتاق أيام أبي..
ذلك الرجل الرهيب العصبي.. العصبي
إنه أورثني الحزن ولكن مدني
بالعزم والعزة والصبر الأبي
فحملت العبء طفلا ودموعي لعبي
وبكي حين رآني ناجحا
ورضى عينيه أطفا تعبي
إنما كان أبي قاسيا فعلا
ويخفي نهر حب عذبِ
قلبه قلب صبي.. صبره صبر نبي
رحم الله أبي.. رحم الله أبي.